-A +A
عائشة الفيفي ـ الرياض

رأت استشارية جراحة اللثة وزراعة الأسنان في مستشفى القوات المسلحة في الرياض والحاصلة على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى الدكتورة أروى بنت علي السيد، أن الوسام هو ثمرة جهد علمي كبير كان نتيجة دراسة لمشكلة واجهتها في عيادتها في المستشفى. وقالت لـ «عكاظ»: يتم تحويل مرضى زراعة الكلى والذين يعانون من انتفاخات لثوية في عيادتي، حيث أجري عمليات جراحية لإزالة هذه الانتفاخات اللثوية، وكنت كثيرا ما أرثى لحالهم، لأنهم يضطرون لإعادة إجراء هذه العمليات كل ستة أشهر إلى سنة، بالإضافة إلى المنظر المؤلم لشكل الأسنان واللثة، وكل هذه الانتفاخات ناتجة عن إعطاء دواء السايكلوسبورين الذي يمنع رفض الجسم للكلى المزروعة، كما لفت انتباهي أن هناك مرضى يتعاطون نفس جرعات هذا الدواء ولا يصابون بانتفاخات لثوية، حيث كانت هناك حالة لتوأمين كانا يراجعان عيادتي وكلاهما أجريت لهما عملية زراعة كلى، ووجدت أن إحداهما تشتكي من الانتفاخات اللثوية، والأخرى لا تشكتي وليس لديها أي مشاكل في اللثة.

وأضافت «نشأت فكرة بحثي من منطلق لماذا هناك بعض مرضى زراعة الكلى عندما يتناولون الدواء الخاص بهم يحدث لديهم انتفاخات وبعض المرضى لا يحدث لهم أي انتفاخ في اللثة، وبدأت بعمل بحوثي على مرضى زراعة الكلى والبحث عن الاتنفاخات في الجسم بشكل عام وعن أسبابها»، فوجدت أن هناك انتفاخات حميدة في البروستات عند الرجال سببه خلل وظيفي في جين مستقبل هرمون الأندروجين، وعليه فقد قمت بتحليل نفس الجين عند مرضى زراعة الكلى الذين يعانون من انتفاخات لثوية مقارنة به عند هؤلاء الذين لا يعانون من انتفاخات لثوية، وتوصلت للنتيجة، وهي:

أن من يعاني من انتفاخات لثوية لديهم قصر في متكررات القواعد النووية في جين مستقبل هرمون الأندروجين، مقارنه بمتكررات أطول عند الذين لا يعانون من هذا المرض، فالعلاقة عكسية بين طول المتكرر والانتفاخات اللثوية، بمعنى كل ما قصر طول متكررات الأحماض النووية كلما زاد تكاثر الخلايا، ومن هنا أصبح بالإمكان التعرف على مرضى زراعة الكلى الذين سوف يعانون من انتفاخات لثوية بسبب خلل في جين مستقبل هرمون الأندروجين قبل البدء في إعطائهم العلاج، وأن الذين يعانون من خلل في جين مستقبل هرمون الأندروجين لا يتم إعطاؤهم العلاج الأساسي، بل يتم استبداله بدواء أقل فاعلية هو (التكروليمس)، والمعروف بأنه لا ينتج عنه انتفاخات لثوية، أما المرضى الذين ليس لديهم خلل في جين مستقبل هرمون الأندروجين فلا مانع من إعطائهم العلاج السابق والذي لن يسبب لهم انتفاخات لثوية.

وأشارت الدكتورة أروى إلى أن أسباب التهابات اللثة بشكل عام هي بكتيريا الفم المتراكمة، والتي تؤدي بدورها إلى جيوب لثوية، وذوبان في العظم وخلخلة في السن ثم فقدان السن، وتلافي ذلك بالتنظيف الصحيح للفم والتفريش الصحيح للأسنان والمتابعة الدورية لطبيب الأسنان والغذاء الصحي والحياة الصحية السليمة، ويعتبر نزف اللثة أول إنذارات التهابات اللثة، وهو ما يستدعي ضرورة مراجعة الطبيب في أسرع وقت وإلا تتفاقم المشكله وتؤدي لفقدان السن.

وأرجعت الدكتورة أروى أسباب معاناة بعض الحوامل من التهابات اللثة إلى اضطرابات في هرمونات الجسم أثناء فترة الحمل، والتي تؤدي إلى تورمات لثوية عند بعض النساء ليس لها علاقة بالجينات إطلاقا، وبعد الولادة تعود لطبيعتها، وعلاجها يكون بالتنظيف الدوري وعند البعض إجراء بعض العمليات الجراحية البسيطه جدا، وعلى الحامل أن تهتم بالعناية بلثتها طوال فترة الحمل حتى لا تزيد الالتهابات وتتفاقم المشكلة.

وبينت أن أغلب مراجعي عيادة زراعة الأسنان هم من المرضى الذين فقدوا أسنانهم بسبب الإهمال وعدم التنظيف وانعدام المتابعه الدورية ونسبتهم أكثر بكثير من الذين فقدوا أسنانهم بسبب الحوادث وللأسف الشديد.

أروى حذرت من بعض الأطباء الوافدين في العيادات الخاصة ممن يقومون بعمليات زراعة الأسنان وليست لديهم مؤهلات وخبرات كافية في هذا التخصص، مشيرة إلى أن عيادتها تعج بالعديد من المراجعين نتيجة للأخطاء الطبية بسبب هؤلاء الزملاء الذين يمارسون زراعة الأسنان دون أدنى ضوابط، وآخر حالة قمت بمعالجتها هي لشخص تمت زراعة أسنان له بطريقة خاطئة نتج عنه انعدام تام للإحساس بالفك السفلي، وهذا الأمر دفعني لإنشاء برنامج زمالة يعد أول برنامج في المملكة لزمالة سعودية بالتخصص الدقيق في زراعة الأسنان، ليتم بعدها إنشاء عمليات زراعة أسنان متقنة وعلى أيدي سعوديين متخصصين، حيث إن الدفعة الأولى ستتخرج بعد شهر من الآن.

وعن كيفية معرفتها عن نيلها الوسام قالت «أول من أبلغني بالحصول على وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى هو زوجي الدكتور كتاب العتيبي، الذي زف لي الخبر، حيث كنت في عيادتي أثناء عملي مع مرضاي، وقام بالاتصال بي وأخبرني بحصولي على الوسام لبحثي، وفي البداية لم أصدق واعتبرتها مزحة ولكنه أكد لي أني حصلت على الوسام، فكانت فرحتي لا توصف».